شهدت عائدات شركات النفط الأميركية انخفاضًا، في الربع الأول من العام الحالي (2024)، وفقًا لما أظهرت النتائج المالية لـ36 شركة عامة للتنقيب عن الخام وإنتاجه.
وخلال الشهور الـ3 الأولى من 2024، انخفض التدفق النقدي من العمليات التشغيلية لمنتجي النفط في أميركا، بنسبة 12%، على أساس سنوي، ليصل إلى 23.3 مليار دولار بالقيمة الحقيقية، مدفوعًا بانخفاض أسعار الغاز الطبيعي، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
واستقرت نفقات الإنتاج -المؤثّرة في قدرة شركات النفط والغاز على توليد النقد من أنشطتها- بعد حل مشكلات سلسلة التوريد التي أدّت في السابق إلى ارتفاع التكاليف.
وفي الوقت نفسه، ظلت النفقات الرأسمالية، التي تعكس استثمارات إنتاج النفط والغاز في أميركا، مستقرة خلال الشهور الـ3 الأولى من 2024.
تأثير تخفيضات أوبك+
على الرغم من انخفاض أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2%، ارتفع إنتاج النفط في أميركا من جانب الشركات الـ35 المُدرجة في البورصة، بنسبة 5%، إلى ما يقرب من 4.2 مليون برميل يوميًا خلال الربع الأول من 2024، بحسب تقرير حديث صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم الإثنين 23 سبتمبر/أيلول 2024.
وشجعت تخفيضات الإمدادات من جانب تحالف أوبك+ المنتجين من خارجه على تعزيز الإنتاج، خاصة شركات النفط الأميركية.
ومنذ يناير/كانون الثاني 2024، تخفض 8 دول من أوبك+، بقيادة السعودية، الإنتاج طوعًا بنحو 2.2 مليون برميل يوميًا حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2024، قبل أن تُعاد هذه الكميات تدريجيًا إلى السوق، مع إمكان وقف هذا الإجراء أو عكسه، وفقًا لظروف السوق.
وفي حين إن زيادة الإنتاج من شأنها أن تؤدي عادةً إلى ارتفاع العائدات النقدية من العمليات التشغيلية، فإن الانخفاض الكبير في أسعار الغاز الطبيعي امتصّ هذه الزيادة، ما حدَّ من إيرادات شركات النفط الأميركية.
وتمثّل الشركات التي اعتمدت عليها إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقريرها ما يقرب من 32% من إجمالي إنتاج النفط، أو ما يعادل 4.2 مليون برميل يوميًا، خلال الربع الأول من 2024.
انخفاض أسعار الغاز
شهدت أسعار الغاز الطبيعي انخفاضًا كبيرًا بنسبة 26% على أساس سنوي، خلال الربع الأول من 2024، لتصل إلى أدنى متوسط سعر شهري معدل حسب التضخم، منذ عام 1997، عند ما يزيد قليلًا على دولارين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وعلى الرغم من تركيز الشركات محل الرصد على إنتاج النفط في أميركا، فإن الغاز الطبيعي ما يزال له دور كبير في إنتاجها الإجمالي، حيث يمثّل حصة تبلغ 30%.
ويرجع ذلك إلى الغاز الطبيعي المصاحب الموجود في رواسب النفط الخام، بالإضافة إلى العمليات المتنوعة لبعض شركات النفط الأميركية في القطاع.
مشكلات سلسلة التوريد وزيادة التكاليف
في عامَي 2021 و2022، شهدت نفقات الإنتاج لدى شركات النفط الأميركية، بما في ذلك تكلفة السلع المبيعة ونفقات التشغيل والضرائب، ارتفاعًا كبيرًا بسبب تعطّل سلسلة التوريد.
ونتيجة لذلك، زادت تكاليف المواد الخام والعمالة بأكثر من الضعف عن متوسط عام 2019، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبعد هذه المدّة، أظهرت نفقات منتجي النفط في أميركا انخفاضًا ملحوظًا، بنسبة 40% بين الربع الثاني من عام 2023 والربع نفسه من عام 2022.
وظلّت نفقات الإنتاج الخاصة بشركات النفط الأميركية ثابتة نسبيًا منذ الربع الثاني من عام 2023، عند متوسط 26 دولارًا لكل برميل نفط مكافئ.
ويرجع ذلك إلى التحسينات التي أُدخِلت على سلسلة التوريد، ما أدى إلى تعزيز كفاءة الحفر وزيادة القدرة على استخراج النفط من حوض برميان؛ مما انعكس على خفض نفقات الإنتاج.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
