شهد إقليم خراسان الجنوبي في إيران كارثة مأساوية إثر انفجار ضخم في أحد مناجم الفحم، أسفر عن مقتل 31 شخصًا وإصابة 16 آخرين، بحسب ما أعلنه وزير الداخلية الإيراني إسكندر مؤمني. الحادث وقع في منجم خاص تديره شركة "معدنجو"، ويُعتقد أن السبب وراء الانفجار هو تسرب غاز الميثان، الذي أدى إلى انفجار هائل في القطاعين الثاني والثالث من المنجم.
تفاصيل الحادث: انفجار غاز الميثان يحصد الأرواح
وقع الانفجار يوم السبت في تمام الساعة التاسعة مساءً بالتوقيت المحلي (17:30 بتوقيت غرينتش)، بينما كان 69 عاملاً يعملون داخل القطاعين المتضررين. وصرح وزير الداخلية مؤمني أن 17 من العمال لا يزالون في عداد المفقودين، بينما تستمر فرق الإنقاذ في جهودها الحثيثة للوصول إليهم. وأوضح أن فرق الإنقاذ لا تزال على بُعد 400 متر من الموقع المحتمل الذي قد يكون العمال عالقين فيه، ومن المتوقع أن تصل الفرق إلى الموقع يوم الإثنين بعد إزالة الأنقاض وتصريف الغاز.
جهود الإنقاذ: سباق مع الزمن لإنقاذ المفقودين
فرق الإنقاذ في حالة استنفار قصوى، حيث تواجه تحديات كبيرة تتعلق بتصريف غاز الميثان الزائد وإزالة الأنقاض للوصول إلى المفقودين. تم نشر فرق الإنقاذ المحلية إلى جانب قوات من إدارة الطوارئ للعمل على مدار الساعة. ويأمل المسؤولون في العثور على المفقودين أحياء، رغم مرور أكثر من 24 ساعة على الحادث.
أهمية المنجم والاقتصاد المحلي: منجم استراتيجي لإنتاج الفحم
يُعد إقليم خراسان الجنوبي من أهم مناطق إنتاج الفحم في إيران، حيث يُساهم بنحو 76% من إجمالي إنتاج البلاد من الفحم. ويعمل في هذا المنجم حوالي 10 شركات كبيرة، من بينها شركة "معدنجو"، التي تدير المنجم الذي شهد الحادث. وصرح حاكم الإقليم، علي أكبر رحيمي، أن المنجم يلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد المحلي، مما يزيد من حجم الكارثة الاقتصادية والإنسانية التي سببها الانفجار.
التفتيش والتقارير: هل كان هناك تقصير في إجراءات السلامة؟
على الرغم من تصريحات وزير العمل أحمد ميدري التي أكدت أن المنجم خضع لعمليات تفتيش في الشهر الماضي وامتثل لجميع لوائح السلامة، فإن الحادث يطرح تساؤلات حول مدى فاعلية الإجراءات المتبعة. وذكر ميدري أن "مثل هذه الحوادث يمكن أن تحدث حتى في أكثر المناجم تطورًا على مستوى العالم"، نافياً وجود أي إهمال. ومع ذلك، أمر المدعي العام بفتح تحقيق شامل لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الحادث وتحديد أي تقصير قد يكون حدث.
