أعلنت شركة الخطوط الجوية الأميركية دلتا إيرلاينز، يوم الخميس، عن قرارها بتعليق جميع رحلاتها الجوية بين مطار جون كينيدي في نيويورك ومدينة تل أبيب حتى 31 ديسمبر 2023، وذلك نتيجة تصاعد الصراع المستمر في منطقة الشرق الأوسط. جاء هذا القرار في ظل المخاوف المتزايدة حول سلامة الركاب والطواقم الجوية مع تزايد التوترات الأمنية في المنطقة، التي أصبحت تمثل تحديًا كبيرًا لعمليات النقل الجوي الدولي.
إعفاءات وتغييرات على جدول الرحلات
أوضحت دلتا إيرلاينز في بيانها أن المسافرين المتأثرين بهذا القرار سيتم إعفاؤهم من رسوم تغيير التذاكر المتعلقة برحلاتهم إلى تل أبيب. كما دعت الشركة المسافرين إلى الاستعداد لتعديلات محتملة على جدول رحلاتهم المستقبلية، محذرة من احتمالية حدوث إلغاءات إضافية بناءً على تطورات الأوضاع الأمنية. وبالنظر إلى الوضع الأمني المتدهور في الشرق الأوسط، تظل احتمالية إطالة أمد التعليق قائمة، مما يدفع الركاب إلى متابعة التحديثات المستمرة من الشركة.
مخاوف من توسع الصراع وتأثيره على حركة الطيران العالمية
جاء قرار "دلتا إيرلاينز" بعد أن دفع توسع الصراع في منطقة الشرق الأوسط العديد من شركات الطيران الدولية إلى اتخاذ إجراءات مشابهة، سواء من خلال تعليق رحلاتها إلى المناطق المتأثرة أو تجنب التحليق فوق المجالات الجوية التي تشهد تصاعدًا في الأعمال العسكرية. وتواجه شركات الطيران تحديات كبيرة في الحفاظ على سلامة رحلاتها، مما دفعها إلى اتخاذ قرارات حذرة تضمن أمن المسافرين.
يعد الصراع في الشرق الأوسط من بين التحديات الجيوسياسية التي تؤثر على حركة الطيران الدولية بشكل مباشر. فمنذ سنوات، تجنب الطيران الدولي المجالات الجوية لبعض الدول المتأثرة بالنزاعات المسلحة، مثل سوريا واليمن. والآن، تتسع دائرة الصراع لتشمل مزيدًا من الدول، مما يعقد الأمور أمام شركات الطيران ويزيد من التكاليف التشغيلية نظرًا لتحويل مسارات الطيران إلى طرق أطول وأكثر أمانًا.
تأثيرات اقتصادية على قطاع الطيران والسياحة
تعليق الرحلات بين نيويورك وتل أبيب قد يترك أثرًا اقتصاديًا واضحًا، ليس فقط على شركة "دلتا إيرلاينز" بل على حركة السفر الدولية إلى إسرائيل بشكل عام. تل أبيب تعد من بين الوجهات الأكثر حيوية للسياحة والأعمال، وقطع هذه الرحلات الرئيسية سيؤثر على الحركة التجارية والاقتصادية للمدينة، خاصة خلال موسم الأعياد عندما يرتفع الطلب على السفر.
كما يُتوقع أن يشهد قطاع السياحة في إسرائيل تباطؤًا ملحوظًا نتيجة إلغاء الرحلات الجوية، مما قد ينعكس سلبًا على القطاعات المرتبطة مثل الفنادق والمطاعم والتجارة. من جهة أخرى، قد تشهد شركات الطيران الأخرى التي لم تُعلق رحلاتها بعد، ضغوطًا متزايدة لاتخاذ قرارات مماثلة، خاصة في ظل تزايد التوترات الإقليمية.
