أخبار عاجلة
تعرف الآن علي موعد صرف معاشات شهر أكتوبر 2024 -

بالبلدي: د.خالد محسن يكتب: نكبات الدراويش.. والخروج من المأزق !!

»» بيع النجوم..أصبحت وأمست البطولة الوحيدة المفضلة للنادي العريق!!

تعيش جماهير مدينة السحر والجمال حالة من الحزن والأسي لما آلت إليه أحوال فريق الإسماعيلي الملقب ببرازيل العرب مع وقع وآثار وتداعيات المحن والأزمات المالية المتتالية.
وما برحوا، يضربون أخماسا في أسداسا من الحسرة والألم، ويتوقون لحلول فعالة وعملية وقوية لإنقاذ النادي من كبوته قبيل انطلاق ومنافسات بطولة الدوري في موسمه الجديد 24ـ25.

ويبدو أن كابوس ومقدمات التراجع، وكثرة المشكلات داخل القلعة الصفراء تقلق عشاق النادي العريق. كما أن شبح الهبوط لم يغادر بعد أروقة النادي مع إصرار الإدارة لبيع قائمة من أفضل اللاعبين، وصل عددهم لفريق بأكمله.
ومن جديد تبدأ نذر بداية دوامة اليأس والدوران في حلقة مفرغة ومصارعة الهبوط من جديد، كما هبطت الكثير من الأندية الجماهيرية، والتي تمثل معظم محافظات المحروسة نتيجة الأعباء المالية وسوء الإدارة.

والأمر المحزن هو هذا الحال المزري لأحد أندية مصر العريقة، والذي يحظي بمكانة خاصة في قلوب كل المصريين والعرب..
يحدث هذا في توقيت أمست الكرة مضمارا واسعا للاستثمارات الرياضية الضخمة، والتي تتطلب التخطيط الاستراتيجي للمستقبل البعيد والقريب، وصناعة كوادر وطنية متميزة في التدريب والإعداد، ومن قبلها تأسيس قاعدة للناشئين والاكتشاف المبكر للمواهب الواعدة.

وقد كان نادي الاسماعيلي، ولسنوات طويلة الداعم الأول للمنتخبات الوطنية ولمختلف الأندية الأخري وعلي رأسها قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك.

وفي تغريدة له علي إحدي شبكات التواصل الاجتماعي وصف رجل الأعمال نجيب ساويرس هذا الحال المزري قائلا :” أنا حزين على حال الاسماعيلي اللى كان زمان فريق مرعب وكل الفرق بتعمله حساب وبياخد بطولات لكن دلوقتى بطولته الوحيدة والمفضلة هى بيع نجوم الفريق”.

وأتصور أن نجيب ساويرس أصاب كبد الحقيقة، فجل تركيز مجلس الإدارة هو بيع أفضل عناصر الفريق، أملا في الحصول علي أموال تسهم في حل المشكلات المزمنة والمستجدة وعلي رأسها مستحقات اللاعبين الراحلين، والتي تسبب في وقف القيد وفقا لتعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم، مع إهمال مقترحات وأفكار مبدعة لخروج النادي من أزماته، وحتي إشعار آخر!!

ومع غياب الكبيرين الأهلي والزمالك عن مسابقة كأس مصر تطلعت الجماهير المصرية أن تشهد في النهائي فريقي الإسماعيلي والمصري، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وصعد للقاء النهائي فريقا بيراميدز وزد، وفاز بيراميدز ” الأسيوطي سابقا”، بأول بطولة له، وهو مؤشر يعكس مدي تراجع نتائج الأندية الجماهيرية أمام الأندية الرأسمالية التي تمتلك من المقدرات والأموال ما يمكنها من التعاقد مع مدربين أكفاء وشراء لاعبين مصريين وعرب وأجانب، والصرف علي كافة الأنشطة الرياضية.

والسؤال الذي يعيد طرح نفسه بقوة ..لماذا لا تعقد شراكات قوية بين الأندية الشعبية وهذه الشركات تحت مسمي حقوق الرعاية كما نشهده في الأندية والدوريات الأوروبية العريقة.

وتبقي مشكلة النادي الإسماعيلي حالة فريدة، فهو يصارع منذ سنوات للبقاء في الدوري، وبعد النجاة من الهبوط تفكر إدارة النادي في حل المشكلات المالية المتراكمة والبحث عن فك القيد، ومن ثم الإقدام على بيع أفضل عناصر الفريق ..وهي دوامة تتطلب حلولا عملية وتكاتفا من رجال الأعمال من أبناء النادي أولا..
وأيضا دعم من الدولة للحفاظ علي أهم منابع المواهب والإبداع الكروي.

وتعكس تجربة “الدراويش” النموذج الأبرز لمحنة الأندية الجماهيرية مع دوري الشركات التي تتفاقم من عام لآخر.
وكل المؤشرات والممارسات تدعو للتوجس والقلق، فالدوري المصري بصورته الحالية، يفقد تدريجيا هويته الجماهيرية، وورنقه الخاص بعد موجات الغزو المتتالية “شبه المنظمة” للأندية الاستثمارية وأندية الشركات، واحتلال مواقع فرق المحافظات.
ومع تراجع الأندية الجماهيرية وتقلص عددها وكثرة الأزمات والمعوقات المادية والإدارية والفنية، يثور سؤال هل نحن بحاجة فعلية لتغيير منظومة الدوري شكلا ومضمونا.. أم الاستسلام لهذا المد الاستثماري المتصاعد؟.

وفي تقديري أن هذا التراجع له مردودات سلبية، علي مستقبل الكرة المصرية فشتان بين فكر الاحتراف والاستثمار، وبين فكر تنمية واكتشاف ورعاية المواهب، وتعزيز القاعدة الشعبية العريضة، والحضور الجماهيري، الذي كان يضفي علي لقاءات الدوري متعة خاصة ورونقا متميزا، طالما لم يخرج عن الروح الرياضية.

وللخروج من هذا المأزق الذي يعاني من آثاره الدراويش في السنوات الأخيرة، وكافة الأندية الشعبية ظهرت دعوات جادة لإيجاد آلية تشريعية وقانونية لمنع أندية رجال الأعمال والشركات من هذه الهيمنة العددية علي الدورى المصرى بشقية الممتاز ودوري المحترفين، وإلزام رجال الأعمال بإختيار نادى لرعايته ماديا ودمج أندية رجال الأعمال بالأندية الشعبية، وإن كانت فكرة الإلزام تتطلب بحثا ونقاشا واسعا !.
أما المسار الثاني فيبدأ بتوفير الدعم الكافي لخروج أندية المحافظات الشهيرة من كبوتها، وإيجاد آلية للإصلاح الإداري وثبات الأجهزة الفنية والاعتماد علي أبناء هذه الأندية بعيدا عن استنزاف الموارد والعملة الصعبة في استقدام مدربين أجانب!.
وأيضا إيجاد آلية لسداد ديون هذه الأندية وتوفير الدعم المالي وحقوق الرعاية والتسويق، وإعادة الاهتمام بقواعد الناشئين والتي شهدت إهمالا بفعل فاعل، علاوة علي طغيان المصالح والصراعات والصفقات المشبوهة، والتربح عبر بوابة المواهب الجديدة!.

وأتمني أن يكون لوزير الشباب د.أشرف صبحي ولرجال الأعمال الشرفاء من أبناء الإسماعيلية والمحبين للدراويش دور فاعل في مساندة مجلس الإدارة الحالي في مهمته الثقيلة وإيجاد حلول عملية لإيجاد مصادر دخل ثابتة للنادي، وتقديم عقود لرعاة جدد وإدارة النادي بصورة إحترافية.

واقترح الدعوة لعقد مؤتمر تلتقي فيه هذه الأطراف مع عدد من خبراء التطوير الاستراتيجي الرياضي.

وبعيدا عن فكرة الدعم الخارجي يطالب أبناء النادي بتنشيط الدعم الذاتي ومراجعة موارده وإطلاق يد إدارة النادي في استثمار أصوله الثابتة.
ومن المقترحات العملية في هذا الشأن ضرورة استغلال أسوار النادي ونادي النخيل لإنشاء محلات ومراكز تجارية وجراجات وغيرها، وذلك عن طريق التأجير أو حق الانتفاع لمدد طويلة.
ومن بين المقترحات تأسيس شركة مساهمة لإدارة شؤون هذه المشروعات يشارك فيها عدد من كبار رجال الأعمال وبعض أعضاء مجلس الإدارة، وصغار المستثمرين مع طرح أسهم لأعضاء ومحبي النادي.
ويجب أن يتكاتف الجميع نحو اعلاء مصلحة النادي، والعمل الجاد لتجاوز هذه المحن والنكبات المتتابعة، مع تنحية فكرة تصفية نجوم الفريق، والتي تنعكس بطبيعة الحال علي نتائج الفرق الرياضية للنادي في مختلف الألعاب، وعلي رأسها الفريق الأول لكرة القدم.

إن معين الأفكار المبدعة في هذا الشأن لا ولن ينضب أبدا، طالما توافرات الإرادة الجماعية الصادقة لتطوير وتحديث منظومة الكرة وفقا لمعايير دولية وعصرية والاستفادة من تجارب دول عديدة لها الريادة في إدارة شؤون الكرة، وضمان الحد الأدنى من النزاهة والشفافية وتكافؤ والتخلص التدريجي من علل وآفات الكرة المصرية المزمنة والمستجدة.. وإنا لمتطلعون لحال أفضل بإذن الله.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محافظ بني سويف: حصول 18 مدرسة وروضة على شهادة اعتماد جودة التعليم
التالى وزيرا الشباب والتضامن الاجتماعي يشهدان توقيع بروتوكول تعاون لتعزيز التنمية الشبابية وتحسين جودة الخدمات والأنشطة المقدمة بمراكز الشباب