لأول مرة منذ شهور، شهدت مناطق جنوب ووسط قطاع غزة انقطاعًا تامًا في خدمات الإنترنت والاتصالات، وذلك بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة على البنية التحتية للقطاع. يأتي هذا الانقطاع في ظل تصاعد الهجمات الجوية والبرية على غزة، ما يزيد من معاناة السكان ويعزلهم عن العالم الخارجي.
تفاصيل انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات
أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية في بيان أن خدمات الإنترنت المنزلي توقفت بشكل كامل في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة نتيجة للقصف المستمر. وأشارت إلى أن فرقها تعمل بجهود كبيرة لإعادة الخدمات في أسرع وقت ممكن، رغم الصعوبات التي تواجهها بسبب القصف الإسرائيلي المكثف.
وتسببت الهجمات في تدمير العديد من شبكات الاتصالات والبنية التحتية الحيوية، مما أدى إلى انقطاع الاتصالات بشكل غير مسبوق في هذه المناطق. وقال مسؤول في شركة الاتصالات الفلسطينية: "الوضع معقد للغاية، ونعمل في ظروف صعبة لإصلاح الأضرار التي لحقت بالشبكات". ويعتبر هذا الانقطاع الأول من نوعه منذ شهور، حيث كانت خدمات الاتصالات تُستعاد بسرعة خلال الهجمات السابقة، إلا أن القصف هذه المرة استهدف مناطق حيوية للشبكات، ما أدى إلى الانقطاع الكامل.
تأثير الانقطاع على حياة المواطنين في غزة
أدى انقطاع الاتصالات والإنترنت إلى تفاقم معاناة السكان في غزة الذين يعتمدون بشكل كبير على هذه الخدمات في حياتهم اليومية، خاصة في ظل الحصار المفروض عليهم منذ سنوات. يعتمد السكان على الإنترنت للتواصل مع عائلاتهم خارج القطاع وللحصول على المعلومات الأساسية حول الوضع الأمني والمساعدات الإنسانية. كما أثر الانقطاع على عمل فرق الطوارئ والإغاثة التي تواجه صعوبة في تنسيق جهود الإنقاذ والإمداد الطبي بسبب نقص الاتصالات.
قال أحد سكان مدينة رفح: "نحن معزولون تمامًا عن العالم الآن، لا نستطيع التواصل مع أي شخص خارج القطاع ولا نعرف ماذا سيحدث بعد ذلك". بينما أضاف آخر من مدينة خان يونس: "كل ما نريده هو استعادة الاتصال بالعالم الخارجي، الوضع أصبح لا يُحتمل".
جهود استعادة الخدمات واستمرار القصف
على الرغم من استمرار القصف الإسرائيلي الذي يعيق عمل فرق الصيانة، تعمل شركة الاتصالات الفلسطينية بالتعاون مع الجهات الدولية والمحلية على إصلاح الشبكات وإعادة الخدمات في أسرع وقت ممكن. لكن العملية تواجه تحديات كبيرة بسبب تدمير البنية التحتية الحيوية وعدم استقرار الأوضاع الأمنية.
وأشارت التقارير إلى أن الانقطاع قد يمتد إلى مناطق أخرى من القطاع إذا استمرت الهجمات على هذا النحو. وكانت المناطق الشمالية من القطاع قد شهدت أيضًا انقطاعات متقطعة في الأسابيع الماضية، لكن الانقطاع في الجنوب والوسط يُعد الأكثر حدة واستمرارية.
الوضع السياسي والميداني في غزة
يأتي هذا الانقطاع في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، والتي بدأت في أكتوبر 2023. استهدفت الهجمات بشكل كبير البنية التحتية بما في ذلك المستشفيات والمدارس، إلى جانب شبكات الكهرباء والمياه. وتبرر إسرائيل هجماتها بأنها رد على الهجمات الصاروخية التي تُطلق من غزة على المدن الإسرائيلية، في حين تتهم المنظمات الدولية إسرائيل بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
